بهدوءٍ .. بلا ضجيج
أتسلل إلى ذاكرتي بخفة طيرٍ يسير فوق الماء، بحجم ذاكرةٍ كنت أعتقد بأنها .. منسية
أتسلل لأراني، لأتفقد الراحلين
أولئك الذين كانت تتردد أصواتهم وما زالت بداخلي
بحذرٍ وبتوجسٍ أخطوا .. وكأنني لا أريد أو أوقظ النائمين على أسرة ذاكرتي. أحُاسب أنفاسي على ضجيجها، وأتعثر بصدى خطواتي البطيئة.
وأقف .. أقف على مشارف الأمكنة القديمة ... أتفقدها.. أحِنٌ إليها، فتضخُ فيّ المشاعر من جديد.
أبحث عني ... في ملامح الماضي
أعثرُ عليّ تارة ... ولا أجدني تارة أخرى
أرى الكثير من الأطياف .. منها من يبتسم لي .. من يلوح بيده لي، ومنها ما هو متجهمٌ.. عابسٌ ... عاتبٌ عليّ.
تربكني الذاكرة... وكأن مصابيحها أطفئت، فاحتل ضيائها ظلامٌ لا أقوى عليها.
يمضي الوقت .. يمضي الوقت
فأعود من رحلتي، كمسافرٍ تاه في تحديد الإتجاهات، فابتعلته دوامات الضياع طويلاً.
عدت متجهماً، متجعدة ملامحي، زاهداً في الكلام، معلناً أن الوقت ليس في صالحي، وبأن الذكريات ... كل الذكريات ما هي إلا سياطٌ، نجلد بها أنفسنا في أوقاتٍ نحتاج فيها الى الدفء والآمان.
يا إلهي
كم نراهن على إرثنا، وكم نكتشف مقدار خيبتنا عندما نلجأ إليه .