تدور عيناي في محجريهما وكأنهما تحاولان اختراق حجب أسدلت عليها عباءة الغموض.
وتدور معها شتى أفكاري، الهائمة في ميادين حياتي، وكأنها خيولٌ جامحة، تحاول التملص من لجامها، مبدية امتعاضها من محدودية المساحات التي تؤطرها وتحد من سرعتها المكبوته. لكنها تبقى على أهبة الإستعداد لوقت ما قد يأتي فيما بعد … ليحررها.
**** ٢ ****
الزمن يمضي… يمضي بسرعة عجيبة، ولا يترك لنا مجالاً لإحصاء خسائرنا الكبيرة إلا بعد زواله.
لنقبع في زوايا الوقت الضيقة، المارقة، العابثة، الغير عابئة بنا، طبعاً .. تلك هي تصوراتنا التي نزينها حتى نستسيغ مرور الوقت في حياتنا دون أن نحقق من خلاله أي شيء.
**** ٣ ****
ثم نعود لنرتع في اختزالية عجيبة لكل ما يتعلق بنا، لنغلفها بكثير من المبررات التي تشبع جوعنا وتوقنا الغريب إلى أننا نسير دائماً في الإتجاه الصحيح.
**** ٤ ****
لكننا نكتشف بكل بساطة، أننا لا نسير في الإتجاه الصحيح دائماً.
نحن نُدرك ذلك منذ البداية، لكننا لا نعترف، لأننا نخاف من مواجهة أنفسنا، من تعريتها، من مسائلتها.
لكن السؤال يبقى يتردد صداه في داخلنا إلى متى … متى ؟
قال تعالى { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15) } (سورة القيامة)
ولنا لقاء أحبتي