من صلى الصبح فهو في ذمة الله.فضل صلاة الصبح في وقتها


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style

شاطر
 

 من صلى الصبح فهو في ذمة الله.فضل صلاة الصبح في وقتها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ovh
Admin
Ovh

عدد المساهمات : 3208
تاريخ التسجيل : 14/08/2015

من صلى الصبح فهو في ذمة الله.فضل صلاة الصبح في وقتها Empty
مُساهمةموضوع: من صلى الصبح فهو في ذمة الله.فضل صلاة الصبح في وقتها   من صلى الصبح فهو في ذمة الله.فضل صلاة الصبح في وقتها Emptyالجمعة يوليو 21, 2017 4:38 pm



وردت هذه العبارة - التي هي في الحقيقة منحة من أعظم المنح – في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِى ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ) صحيح مسلم برقم/1525 


وبينما اعتبر بعض العلماء أن هذه الفضيلة العظيمة تحصل لكل من صلى صلاة الصبح في وقتها ، حتى ولو لم يدرك الجماعة ، لعدم ورود التقييد بذلك في رواية مسلم وغيره من أصحاب الكتب الستة , ذهب بعض أهل العلم إلى أن فضيلة الدخول في ذمة الله تعالى المذكورة في هذا الحديث ، إنما تثبت لمن صلى الفجر في جماعة .


وممن قال بتقييد هذا الفضل بمن صلى الصبح جماعة الإمام النووي رحمه الله , حيث عنون الباب الذي فيه حديث "في ذمة الله" بصحيح مسلم بــ: باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة , وكذلك فعل المنذري في كتابه الترغيب والترهيب , كما أن الحافظ الإشبيلي ذكر الحديث في باب الجماعة في كتابه الجمع بين الصحيحين .


ويشهد لهذا التوجه رواية أخرى للحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه : ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه ) مجمع الزوائد للهيثمي 5/70 وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح , وقال الألباني "صحيح لغيره" .


وسواء كانت هذه العطية من الله تعالى لمن صلى الصبح في جماعة أو في غير جماعة لعذر شرعي أو مانع , فإن ما يعنينا هنا هي تلك الميزات التي يختص بها من يصلي الغداة ولا يفوته ذلك الوقت المبارك دون أداء الفريضة والوقوف بين يدي الله سبحانه .


والحقيقة أنه لا يمكن إدراك أهمية هذه الميزة - وغيرها من خصائص وفضائل الالتزام بأداء فريضة صلاة الفجر في جماعة – إلا من وعى وأدرك معنى أن يكون في ذمة الله سبحانه .


قال النووي رحمه الله : الذمة : الضمان , وقيل : الأمان , وقد ذهب العلماء في تفسير معنى "في ذمة الله" مذهبين : 


أما الأول منهما فخلاصته : أن في الحديث نهي عن التعرض بالأذى لكل مسلم صلى الصبح , لأن من صلى الفجر فهو في أمان الله تعالى وعهده , فلا يجوز لأحد التعرض له بسوء أو أذى , ومن فعل وأخفر ذمة الله وضمانه , فإن الله يطالبه ويعاقبه على إخفار ذمته .


قال ابن الجوزي رحمه الله : معنى الحَدِيث: أَن من صلى الْفجْر فقد أَخذ من الله ذماما, فَلَا يَنْبَغِي لأحد أَن يُؤْذِيه بظُلْم ، فَمن ظلمه فَإِن الله يُطَالِبهُ بِذِمَّتِهِ . كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي ص345 


وقال القرطبي : "فهو في ذمّة الله" أي : في أمان الله ، وفي جواره ؛ أي : قد استجار بالله تعالى ، والله تعالى قد أجاره ، فلا ينبغي لأحد أن يتعرض له بضر أو أذى ، فمن فعل ذلك فالله تعالى يطلبه بحقه ، ومن يطلبه لم يجد مفرًّا ولا ملجأ , وهذا وعيد شديد لمن يتعرض للمصلين . المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي 6/68 


وأما أصحاب المذهب الثاني فيقولون : إن المقصود من الحديث التحذير من التهاون في صلاة الفجر , إذ إن تركها نقض للعهد الذي بين العبد وربه سبحانه , ومن هنا جاء في فيض القدير للمناوي نقلا عن الإمام البيضاوي : ويحتمل أن المراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان ، فالمعنى : لا تتركوا صلاة الصبح ولا تتهاونوا في شأنها ، فينتقض العهد الذي بينكم وبين ربكم ، فيطلبكم الله به ، ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرط في حقه أدركه ، ومن أدركه كبه على وجهه في النار ، وذلك لأن صلاة الصبح فيها كلفة وتثاقل ، فأداؤها مظنة إخلاص المصلي ، والمخلص في أمان الله . فيض القدير 6/164 


قد يكون توضيح معنى "في ذمة الله" كما بينه علماء الحديث وشراحه من الضرورة بمكان في هذا المقام , فقد ترسخ في أذهان الكثير من شباب الأمة معنى آخر غير ما سبق , ألا وهو : أن من صلى الفجر – سواء في جماعة أو لا – لا يمكن أن يصاب بأذى أو مكروه حتى يمسي لكونه في حفظ الله وأمانه وضمانه , وهو ما قد يتنافى مع حوادث تاريخية و واقعية وقع فيها قضاء الله تعالى وقدره من موت أو ابتلاء في عباد له صلوا الفجر في وقتها بل وفي جماعة .


ومع أهمية ما سبق من توضيح وبيان فإن الأهم هو حث المسلمين على مزيد من الحرص على صلاة الغداة , ودعوتهم للالتزام بأدائها في جماعة , لما في ذلك من منح ربانية و فوائد دنيوية أثبتها العلم الحديث لا يتسع المقال لذكر تفاصيلها .


يكفي صك البراءة من النفاق الذي أشار إليه الحديث النبوي لمن يحافظ على صلاة الفجر والعشاء , ففي الحديث عن أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا......) صحيح مسلم برقم/1514 


بل يكفي حافزا ودافعا للمسلم للحرص على صلاة الفجر في جماعة ما ورد في الحديث الصحيح عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى عَمْرَةَ قَالَ : دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ) صحيح مسلم برقم/1523 


هي إذن منح إلهية كثيرة وليست منحة واحدة , وفضائل وعطايا ربانية لمن يحافظ على صلاة الغداة في جماعة لا ينبغي أن يفرط بها مؤمن , فإذا كان العاقل في الدنيا لا يفوت فرصة أو عرضا خاصا يزيد من أرباحه ومكاسبه المادية , فمن باب أولى أن لا يفوت المسلم مثل هذه المنح والعطايا الإلهية دون اغتنام واستثمار .


د. عامر الهوشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabeduc.yoo7.com
 
من صلى الصبح فهو في ذمة الله.فضل صلاة الصبح في وقتها
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث حول أحكام صلاة المسافر
» نبذة عن الشاعر د. السيد عبد الله سالم
» السر فى القرآن . علم الله بالسر والجهر
» قصة تدمع لها العيون عن الصحابي بلال رضى الله عنه
» كيف تصلى الاستخارة معلومات عن صلاة الاستخارة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رواد الدراسة في الجزائر :: المنتدى الاسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: