Ovh Admin
عدد المساهمات : 3208 تاريخ التسجيل : 14/08/2015
| موضوع: الذكرى صالح الشرنوبي الخميس يوليو 20, 2017 11:54 am | |
| الذكرى (تدفّينَ مع الفجر ؛ وتسبحين في النّسم ؛ وتَضجّين في الغروب ، وتهتفين في الرؤى)
أفي القمّة السكرى بخمر الأداهرِ = تعيشين ؟ أم في فكرتي وخواطري وفي الواحة السجواءِ من مهمه الرُّؤَى=تهيمين؟ أم في خافقي ونواظري تطوفين بي روحا غريبا..بكفه = بقايا رفات من هشيم أزاهري وتسرين في وهمي خيالا مشرَّدا = تطارحه النجوى لحون مزاهري وصوتك في آفاق فكري كأنه = صدى آهة مذبوحة في الحناجرِ * * * إذا همتُ في الشُّطآن أنشد سلوة = لدى الموج ردّ الموج ضحكة ساخر وإن غنَّت الأمواج خِلتُ غناءَها = أنين اليتامى أو نشيج الحرائر و إن وَمَضَت أصدافها كان ومضها = لظى جمرة حمراءَ تغلي بناظري وإن مرّت الأنسام تهفو حسبتها = من المسِّ أنفاسا بجوف المساعرِ وإن أرعشت جفنيَّ تهويمة الكرى = تراءَيت جرحًا ساهدًا في محاجري وإن ذُهِلَت عني تهاويل شقوتي = تحايلت حتى لا أُفيق لسامري وإن راودت قلبي الأماني تمثلت = له مديةً خرقاءَ في كفِّ جازرِ وإن قلتُ إن العيش غنوة ضاحك = وأقبلت أحدو البشر نحو المعاصرِ وأترعت كأْسي والأخلاّء طاقة = من الزهر غذّتها أكفُّ المواطرِ وخلّفت دنيا الناس واهتز خافقي = حنينا إلى دنيا السرور المباكرِ وذابت أهازيج النشاوى بمسمعي = وهوّمت الأرواح حول السّوامرِ وغمغمت الأشباح تتلو على الدُّنى = حديث الليالي والقرون الغوابرِ ودوّمتُ عينيْ طائرٍ هيض عشّه = وأحرق جنبيه لهيب الهواجرِ ونادمت نجم الأُفق وهو مصفّدٌ = أسيرٌ براحات القضاءِ الدوائرِ طرقتِ عليّ الليل وهو مفازتي = وحجّبت عني النجم وهو مسامري وفزّعتِ أحلامي. وأنسيتني غدي = وزدتِ فغلّفتِ الظلام بحاضري وألقيتِ ..والدنيا تدور على رحى = من الفكر والهمِّ المقيم بخاطري يسائلني صحبي وسمعي مجننّحٌ = تلقّنه الأشباح همس الضمائرِ وفي مقلتي دمع الغريب وفي فمي = عتاب إلى قلب الجدود العواثرِ وملءُ حنايا الصدر آهات ضارع = وملءُ شَغاف القلب زفْرات حائرِ كأنك في عيني سهومٌ. وفي دمي = رجومٌ وفي سمعي أنين الأعاصرِ ملأْتِ وجودي كلَّه وأنا الذي = يعيش على الأحلام عيش المقامرِ فلا أُمنياتي في هواي حقيقة = ولا أنا عن نجواي يومًا بصابرِ ولا أنت يا ذكرى الحبيب رحيمة = بقلب جريح في الرزايا مغامرِ كأنك أُلْهمْتِ النّكالِ براحتي = ولُقّنتِ حب الظلم من روح هاجري ظننتكِ في قرب الحبيبِ خرافةً = يلقّفُها صرعى الغرام المخامرِ وفي بُعده ...أوّاه من نار بعده = تجرّعتُ يا ذكرى...حميمَ المَجَامرِ وما كان في أحلام عمري خرافةً = سوى أملي في حانياتِ المقادرِ فليت حداة الموتِ يحدون موكبي = جدثي المقرورِ بين المقابرِ فما فرحي بالعيش وهو قصيدة = مهلهلة الأوزانِ ...ليست لشاعرِ ومن صوّحتْ من عمره واحة المنى = فليس لصحراءِ الحياة بذاكرِ شعر: صالح الشرنوبي |
|