ديوان محمود حسن إسماعيل جزء 1


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style

شاطر
 

 ديوان محمود حسن إسماعيل جزء 1

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ovh
Admin
Ovh

عدد المساهمات : 3208
تاريخ التسجيل : 14/08/2015

ديوان محمود حسن إسماعيل   جزء 1  Empty
مُساهمةموضوع: ديوان محمود حسن إسماعيل جزء 1    ديوان محمود حسن إسماعيل   جزء 1  Emptyالخميس يوليو 20, 2017 11:33 am

ديوان محمود حسن إسماعيل   جزء 1  2504053640



محمود حسن اسماعيل

ولد عام1910م ، بقرية النخيلة أبو تيج أسيوط 
تخرج من كلية دار العلوم 1936م 

أثرى شاعرنا المكتبة العربية بأربعة عشر ديوانا تحمل عبير حياته وعمق تجربته التى عايش من خلالها تجربة الأمة العربية حتى توفاه الله مغتربا عن تراب أرضه مصرعام1977م وعاد ليدفن جثمانه بارض الكنانة 

الدواوين الشعرية: 
أغانى الكوخ ــ هكذا أغنى ــ أين المفر ــ نار وأصفاد ــ قاب قوسين ــ لابـد ــ التائهون ــ هديــر البـرزخ ــ صلاة ورفض ــ السلام الذى أعرف ــ نهـر الحـقيـقة ــ صوت من الله ــ موسيقا من السر ــ ريـاح المغيب 

اختير عضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب منذ تكوينها ــ وعضوا بلجنة النشر والدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى أيضا عمل بمجمع اللغة العربية محررا قبل ألتحاقه للعمل بالإذاعة المصرية عام 1944م حيث تدرج بالعمل على الثقافة بالإذاعةحتى عين مستشارا وحقق قامة متوازنة ابداعيا وعلميا ليصبح اسما وعلما عالما ورمزا من رموز مصر 

نال جائزة الدولة فى الشعر عام 1964م عن ديوانه ( قاب قوسين). 


د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر


--------------------------------


أنت دير الهوى ، وشعري صلاة
[إلى غمامتي الشاردة ... أهدي هذه الصّلاة !]

أقْبِلي كالصّلاةِ رَقْرَقها النُّسْـ = ـكُ بمحرابِ عابدٍ مُتَبَتِّلْ
أقبلي آيةً من الله عُلْيا = زَفَّها للفُنون وَحيٌ مُنزَّلْ
أقبلي فالجراحُ ظمأى ! وكأس الْـ = ـحُبِّ ثكلَى ! والشعرُ نايٌ مُعطَّلْ
أنت لحنٌ على فمي عبقريٌّ = وأنا في حدائق الله بلبلْ
أقبلي .. قبل أن تميلَ بنا الرّيـ = ـحُ ! وَيهوِي بنا الفناءُ المعجّلْ
زَوْرقي في الوجودِ حيرانُ شاكٍ = مثقَلٌ بالأسى ، شريدٌ ، مُضلّلْ
أزعجته الرياحُ ، واغتالَهُ الليْـ = ـل بجنحٍ من الدياجير مُسبلْ
فهو في ثورة الخضمِّ غريبٌ = خلط النوحَ بالمنى وتنقّلْ
أقبلي يا غرام روحي ! فالشّطّ = م بعيد! والروحُ باليأس مثقلْ
وغمامُ الحياةِ أعشى سواديّ = م ونور المنى بقلبي ، ترحّلْ
أنا ميتٌ تغافلَ القبرُ عنّي = وهو لو درى شِقوتي ما تمهّلْ
فاسكبي ليَ السنا ، وطوفي بنَعشي = يُنْعشُ الرّوحَ سحرك المتهلّلْ
أنت نبعي ، وأيكتي ، وظلالي = وخميلي ، وجدولي المتسلسلْ
أنت لي واحةٌ أفيءُ إليها = وهجيرُ الأسى بجنبيّ مُشعلْ
أنت ترنيمة الهدوء بشعري = وأنا الشاعر الحزين المبلبلْ
أنت تهويدة الخيال لأحزا = ني بأطياف نورها أتعلّلْ
أنت كأسي وكرمتي ومدامي = والطلا من يديك سكرٌ محلّلْ 
أنتِ فجري على الحقُولِ..حياةٌ = وصلاةٌ ، ونشوةٌ ، وتَهَلّلْ
أنتِ تغريدة الخلود بألحا = ني..وشعر الحياةِ لغوٌ مهلهلْ
أنتِ طيفُ الغُيوب رفرفَ بالرّحْمـ = تةِ والطهر والهدى والتبتّلْ
أنتِ لي توبةٌ إذا زلّ عُمري = وصَحا الإثمُ في دَمي وتَملمَلْ
أنتِ لي رحمةٌ براها شعاعٌ = هلّ منْ أعين السما وتنزّلْ
أنتِ لي زهرةٌ على شاطيءِ الأحْـ = ـلامِ تُرْوَى بمُهجتي وتظللْ
أنتِ شعرُ الأنسامِ وسوست الفجْـ = ـر وذابت على حفيفِ السنبلْ
أنت سحر الغروب ، بل موجةُ الإشْـ = ـراق عن سحرها جناني يُسأَلْ
أنت صفو الظلال تسبح في النّهْـ = ـر وتلهو على ضفاف الجدولْ
أنت عيد الأطيار فوق الروابي.. = أقبلي فالربيع للطير أقبلْ..
أنتِ هَولي ، وحيرتي ، وجنوني = يومَ للحسن زهوة وتدلّلْ
أنتِ ديرُ الهوى وشِعْرِي صلاةٌ = لكِ طابتْ ضراعتي والتّذلّلْ
أنتِ نبعٌ من الحنان ، عليهِ = أطرقَ الفنّ ضارعًا يتوسّلْ
أعيُنٌ للخشوع تُغري ، فخلّيـ = ـها على لوعتي تُغَصُّ وتُسبلْ
واترُكيها وسحرَها يتمادى = علّما "بابل" بنجواه تُشَغلْ
هو فنّي و مُلْهِمي..فابْعثيهِ = فهوَ من زهْوه شحيحٌ مُبخّلْ
يتغلفى على الجفون ، فإنْ رُحْـ = ـتُ أناجيهِ لجَّ في الكرَى وتوَغّلْ
وانْتشى من سناكِ وانسابَ في لحـ = ـظِكِ يحسو الضياءَ منهُ وينهلْ
وانبَرَى من جُفُونكِ السود كالأقـ = ـدار يُرْدِي كما يَشاءُ ويقتلْ
ليتَ لي من صِراعِهِ كلَّ يومٍ = غزوَةً في سكون قلبي تُجَلجِلْ
ولكِ الصوتُ ناغمٌ! عادَهُ الشّوْ = قُ فأضحى حنينُهُ يترسّلْ
نَبَراتٌ كأنها شجنُ الأوْ = تارِ في عود عاشقٍ مُترحّلْ
أو حفيفُ الآذانِ في مِسْمع الفَجْـ = ـرِ ندِيُّ الصّدَى ، شذيُّ المنهلْ
أو غناءُ الظّلالِ في خاطر الغُدْ = رَانِ شعرٌ في الصمتِ عانٍ مكبّلْ
أو نشيدٌ أذابهُ الأفقُ النّا = ئي ، وغنّاهُ خاطري المتأمّلْ !
ولكِ البسمةُ الوديعةُ .. طُهرٌ = وصفاءٌ ، وصبوةٌ ، وتغزّلْ
لذّةُ الهمسِ في دَمِي تنقلُ الرُّو = حَ لوادٍ بصفو عمري مظلّلْ
فاسكُبيها علَى جَنَاني ، وخلّي = سحرَها في مشاعري يتهدّلْ!
ولك الهدأةُ التي تغمرُ الحسّ = فَيُرْوَى من السكون ويثْملْ
واحةٌ للجمال ، قلبي فيها = من أسى الدَّهر نَاسكٌ مُتغزّلْ
عَلَّمتني ظلالها كيفَ أَنْسى = صَخَبَ الهمِّ وهو عَصفٌ مُزلزلْ
ولكِ العفّةُ التي عادَ منْها = "مَرْيَميُّ" الستور فوقك مُسْبَلْ
ولكِ الحب ساعدي في وغى الأيا = م والقلبُ وهنانُ أعزلْ
فتعاليْ نغيبُ عن ضجّة الدّنـ = ـيا ، ونمضي عن الوجودِ ونرْحَلْ
وإلى عُشّنا الجميلِ.. ففيهِ = هزجٌ للهوى، وظلٌّ وسلسلْ
وعَصافيرُ للمنى تتغنّى = بالترانيم بين عشبٍ وجدولْ
وغرامٌ مقدّسٌ ، كاد يَضْوي = نورُهُ العذبُ في سمانا ويُشعلْ
ووفاءٌ يكادُ يَسطعُ للدُّنـ = ـيا بشرْعٍ إلى المُحبّين مُرسلْ..
عادَ للعشّ كلّث طيرٍ ، ولم يَبْـ = ـقَ سِوى طائرٍ شريدٍ مخبّلْ
هو قلبي الذي تناسيتِ بلوا = هُ..فأضحى على الجراح يُولوِلْ
أقبلي .. قبل أن تميلَ به الريْـ = ـحُ ، ويهوي به الفناءُ المُعَجّلْ!

شعر: محمود حسن إسماعيل


--------------------------




من علم البحر لجاج الهوى = واترع الحب بشطآنِهِ؟
وقال للموجة: خمر الصبا = صَافٍ ، فعُبّي الكأس من حانهِ
وأنشدي في الشط أغنية = أودعها الناي بألحانِهِ!؟
حوريّةٌ صورها ساحرٌ = من روعة السحر وسلطانِهِ
لو شامها قسٌّ بمحرابِهِ = يُذوّب الروح لقربانِهِ
لأحرق القلب بخوراً لها = وأشعل النار بصلبانِهِ
عُريانةٌ قدت مسوح الصبا = من بهجة الفجر وألوانهِ
لم ترضَ بالديباج ستراً لها = مهفهفَ الطرف بقُمصانِهِ
فهلهلتْ أسدالها في الضحى = ورفرفت طيراً ببستانِهِ
أندى على الأرواح من نسمة = فيحاء يذكيها بريحانِهِ
سارت إلى البحر وفي هولها = ما يضرم النار بقيعانِهِ
ظمأى لظمآنَ هفت مثلما = يهفو حشا الطير لغدرانِهِ
يا فتنةً رفت على فتنة = كالعرف إذ رف بعيدانِهِ
سلبت رشد البحر حتى غوى = وأذهل العقل بطغيانِهِ
هذا الذي جردته للسنا = يميس كالزهر بأفنانِهِ
فضيحة الحسن أتيحت لنا = من شطط الغرب وكفرانِهِ
جسم لو ان الروح ألقت له = زمامها فرّ لأكفانِهِ
خزيان مزقت نقاب الحيا = من كل مستورٍ بجثمانِهِ
يرعشه الخزي إذا ما نبرى = في لهوه العاري وتفنانهِ
فيحسب الناظر من فتنةٍ = كهربةً تجري بسيقانِهِ
*** = ***
يا بدعة الشط سلبتِ الهدى = من كل معصوم بايمانِهِ
لولا جلال الفن في بهرةٍ = للحسن أصلتني بنيرانِهِ
ألهبت في شعري سعير اللظى = ورحت أُصليكِ بأوزانِهِ
أو ألهم البحرُ مساسَ الحجا = لأغرق البر بطوفانِهِ
ولم يدعْ في غمرهِ سابحاً = يُصافح الموج بشطآنِهِ!!



شعر: محمود حسن إسماعيل
------------------------------------


دمعة في قلب الليل

فزعت للظلام روحي كما يقْـ = ـزعُ أعشى لومضةٍ من ضياءِ
فحبست الخيال حتى إذا ما = ضجّ في خاطري من البُرحاءِ
هربت أدمعي إلى ساحة الليْـ = ـلِ تهاوى في الدُّجيْة الظلماءِ
ما لها في السنا ملاذٌ ولا في = فجّة النور خفقةٌ من رجاءِ
ساقها في الظّلام حادٍ من الهمّ = بلا ريثةٍ ولا إبطاءِ
مستحثّ الخطى حدوبٌ على القَـ = ـلْب يُزجّيه في رحاب الفضاءِ
في عُباب الدُّجى يهيمُ بمسرا = هُ فتُضويهِ غيبةُ الميناءِ
ليت ملاحي الضلولَ هدتهُ = بارقاتُ الهدى لشطّ الفناءِ
طال في الليل سبحهُ وهو حيرا = نُ شجته مضاضةُ الإعياءِ
وطحت بالشّراعِ هبّاتُ ريحٍ = عاصفاتٌ من زعزعٍ نكباءِ
إيهِ ياليلُ ! قدّ لي من حواشيـ = ـكَ حجابا وناجي في خفاءِ
لا تُذع شجويَ الكئيبَ ولا تكـ = ـشِفْ دموعي لأعينِ الرقباءِ
ودعِ النسمة العليلةَ تَحسو = من فم الزهر بَلسما للشفاءِ
ودع الكون هاجعاً ودع النا = سَ نشاوى في غمرة النعماءِ
خلِّني للدموع وحدي أناجيـ = ـها وحيدا في العزلة السوداءِ
أنا من كأسها شربتُ صبيّا = خمرةً سلسلت من البأساءِ
عصرت من مطارف الألم الذّا = وِي بقلبي وعُتّقت في دمائي
تخذت جامها المحاجر والسا = قي همًّا يؤجّ في أحشائي
هيَ أشهى إلى عيوني من النّو=ر، وأبهى من لمحة الأنداءِ
هات يا ليل قطرها فهي حيرى = كتمتْ برحها من الكبرياءِ
سبقت مطلع الندى لكَ..دعها = تتهادى للسّحرة الفيحاءِ
ربما أطلعت بظلكِ فجرا = شعشعت منه هالةٌ في السماءِ
ربما روّت الأزاهرَ في المرْ = ج فماست في الربوة الغناءِ
ربما فجّرت لقلبك نبعاً = وردهُ مُنيةُ القلوب الظّماءِ
همسها في الجفون أصداءُ نايٍ = بلعت شدوهُ رياحُ المساءِ
مزهرٌ للعيون أوتارهُ الهدْ = بُ وأنغامه رنين البكاءِ
صامتٌ في الظلام ألهمَ قلبي = من معانيه عبقريّ الغناء
لامني في هواه خالٍ من الهمّ = بليد الفؤاد جمّ الغباء
ردّ عني يا ليل دعواه إنّي = كدتُ من لومه احطّم نائي
لغةُ الدمع في سماءٍ من العصْـ = ـمةِ عزّت مشاعر الأغبياء
حبست وحيها عن العقل إلا = حين تسمو ملاحنُ الشعراء
***
هات يا ليل من أغانيك واملأْ = نغمي بالخواطر الهوجاء
أنا في غارك المغلف بالظلْـ = ـمة أسيان مثقلٌ بالشقاء
حكمةٌ في دجاكَ أنكرها العقْـ = ـل فلاذت بالصمت والإنزواءِ
سمعت أرغن الليالي فهامت = من صداه بنغمة خرساء
هوّمت في الفؤاد تُزجيه للحيْـ = ـرة والسحر والأسى والعناء
واسِ يا ليل جرحه فلقد طا = ل أساه بريقة الأدواء
أنت بحر الحياة ياليل كم فيْـ = ـكَ أهاويل من صروف القضاء
كم غريقٍ بيمّك الأسود الصا = خب آدتهُ صرعة الأنواء
صفعتهُ عنيفةٌ من كفوف الدّم = فانحطّ في مهاوي البلاء
وسبوحٍ على متونكَ مجدو = دٍ تخطّته هيجة الدّاماء
قد ضممتَ الأكوان تحت جناحَـ = ـيكَ سواءً في جنح هذا العماء
هو ذا الكوخ رازحٌ تحت أثقا = لكَ وهنان كالضرير المُساء
حاكَ من سدلك الكحيل غطاءً = وارتمى جاثيا ببطن العراء
عابرٌ في حماك شفّت مطايا = هُ شجون السرى وبرح الحفاءِ
لم يجد راحما يواسيه في البلْـ = ـوى وينسيه مضّةَ الإنضاءِ
فتغافى من الضنى ينشد الرحـ = ـمة والصفو في الخيال النائي
رجفت شمعةٌ بجنبيه تهفو = في دجاه كالمقلة العمشاء
خنق الليل نورها خنقة البؤ = س لأرواح أهلها التعساء
فرنت للقصور غيرى شجاها = أخيل من لواحظ الكهرباء
سادرٌ في البروج كاد من الفتْـ = ـنة يرقى إلى بروج السماء
لقي الليل حتفه حين وافا = هُ طريدا معرسا في الخلاء
فثوى في التخوم كالهمّ ألقى = رحله صوب هالةٍ من صفاء
ودنا الفجرُ في غلائله البيْـ = ـض شفيف الإهاب نضرَ الرواء
يسكب النور في العيون ولكن = أين للروح ومضةٌ من سناء؟
أين فجر الجنان؟ يا فجر هدهد = نغماتي ، ولا تضيّع ندائي


شعر: محمود حسن إسماعيل


--------------------------------------------


أغنية ذابلة

غنيت لما شاقني الملتقى = باسمك – في الحرمان – يا زهرتي
فمات لحني في شفاهي وما = حظيت بالسلوان من غنوتي
عبدتها روحا إذا رفرفت = طهرت في أنوارها سجدتي
لا بهجة الدنيا ولا صفوها = يشغل عن تقديسها فكرتي
في كل لمح من سناها هوىً = وفتنةٌ جنت بها فتنتي
وكل نبر من صدى صوتها = دنيا من اللحن بقيثارتي
عبدتها ما بال من أرخصت = روحي لها تمعن في جفوتي
بيضاء كالفل سوى أنها = خالدة الأنفاس في نكهتي
قدسية الألحاظ إما رنت = قبست من أجفانها عفتي
كم سامرت روحي تحت الدجى = في غير ما إثمٍ ولاريبةِ
وألهمتني الشعر هل أسمعتْ = أُذناكَ لحناً من شذا وردةِ


شعر: محمود حسن إسماعيل
-------------------------------------------


الصديق

سألت عنه ..فقال الوهم مرتبكا = رفاتُ أسطورةٍ كانت تسلّيني
دفنتها في خيالي يوم أن عصفت = بيَ الهواجس في أحلام مجنونِ



شعر: محمود حسن إسماعيل


-----------------------------------------


راهب الغرب

"ألقيت في أحد المؤتمرات الوطنية التي عقدها الشباب في مصر احتجاجا على تصريح المستر هور وزير خارجية إنجلترا إبان ثورة سنة 1935 م"

هاجها مزهري وقد خنق القيْـ = ـد أناشيده فضجّ وثارا
وهي حيرى تُطلّ لهفى على النيْـ = ـل وترنو لمتعبين حيارى
منذ خمسين لم تحرك إليهم = قدما ، أو تطق إليهم مزارا
درجت في الستين من عهد خوفو = حرةً ما وعتْ لديها إسارا
عقدت تاجها على الشمس كبرا= أن يحلّى جواهرا ونضارا
وبنت عرشها على مفرق الأهـ = ـرام زهواً بمجدها وافتخارا
وجرى النيل ساجداً بينَ كفّيْـ = ـهَا جلالا وروعةً وصَغَارا
ثمّ دار الزمانُ دورةَ نحسٍ = فإذا حظُّها مع النحسِ دارا
وإذا راهب أتاها مِنَ الغرْ= ب تقيٌّ يَرومُ منها الجوارا
قال: إنجيليَ السّلامُ ! فقالتْ: = مَرحبًا بالسّلام خِلاًّ وجَارا
أنا ريحانةُ الغريب، وكهفٌ = للّذي عزّهُ الحِمى فاسْتَجارا
نيليَ الخمرُ ذُقْ طِلاهُ ، وقلْ لي: = أين خفّ الجنانُ منكِ فطارا
سلسلٌ يُلهمُ الهدى للذي ضلّ = وإن كان فاجرا كفّارا
وجِناني مُنضّراتٌحَوَالٍ = حالماتٌ تُروّعُ الأفكارا
جوسةٌ في خلالها تُرقصُ الرّو= حَ صفاءً ، وتُسكر الأعمارا
كانتْ الطّيرُ سُكتّا فتهادتْ = في سمائي فهاجت الأطيارا
فإذا ما المساءُ عطّلَ فاها = نقرت في الصباحِ دُفّا وطارا
أنا في الشرق هالةٌ لو رآها = فاقد اللمح فجّر الأنوارا
أنطقت بنتئور في صمته الدهْـ = ـر فغنّى وخلّد الأشعارا
أنا دير الجمال يا راهب الغرْ = بِ فهيّج بساحتي المزمارا
جس رحابي وطف حواليّ واخشع = وادعُ ما شئت جهرةً وسرارا
إنّ للضيف في حماي وإن ذلّ = حماهُ معزةً ووقارا
فشجى الراهبَ المقنّعَ ما قا = لتْ وألقى عن جَانبيه العِذارا
وسرى في الديار تصحبهُ الفتْـ = ـكةُ أنّى مشى وأيّان سارا
ساطيًا في الخفاء آنا وآنا = يخْتلُ الناس لا يُبالي جهارا
أطمعتْهُ غضاضةُ القوم حتّى= ظنّهم ضلّةً لديهِ أُسارى
فبدا بينهم هزبرا إذا ما = صاح خلف القطيع ولّى فرارا
كلّما ضجّ منهمُ قلب حرٍّ = أترع الكأس من دماهُ عُقارا
وقّحت طبعهُ القذائف تُلقى = لم يرعُها الردى ولم تخشَ ثَارا
تسفِكُ الرّوحَ باللظى وهي ثملى = راوياتٌ من الدماء سُكارى
علّمته السّفاهَ في منطق الحقِّ = فأخرت حياءه المستعارا
قالها هور كلمةً ساقها البطْـ = ـشُ فجرّت على حِمى النيلِ عارا
كم أست أنفساً وأفنت ضحايا = في صداها وجرّحت أحرارا
أيقظت مصرَ من سُباتٍ لوَ انّ الصّخْـ = ـرَ فيهِ لما أطاق الغِرارا
فرنت نحو ضيفها علّ عُتباً = يَرْعوي منهُ أو يَسوق اعْتذارا
فإذا بالمسوح شعراتُ ذئبٍ = خشيَ السّطوَ جهرةً فتوارى
وإذا الدير فورةٌ من دماءٍ = تتلظّى فتُفزع الأقدارا
وإذا يالّتي شجاها نشيدي = ومَرَى جفْنها الدموع الغرارا
هيَ مصرُ التي أثار شجاها = أن تُطيق القلوبُ عنها اصطبارا
كبّلوها بكلّ قيدٍ أثيمٍ = عاقها أن تجوسَ تِلكَ الديارا
سألتهم : علامَ تُصمّ سمع الليالي = ثورةً تُضرم السماكينِ نارا
ماتَ عهدُ الكلام ! فَلْنجعل الثّو = رةَ والموتَ للجهادِ شِعارا


شعر: محمود حسن إسماعيل


-------------------------------------------


على مذبح الحرية

"ألقيت في احتفال الأمة المصرية بذكرى شهيد دار العلوم عبد الحكم الجراحي في ثورة 1935 م وهي استيحاء موكب من مواكب الشهداء شق القاهرة وهي تضطرم كالجذوة في غروب يوم من أيام الثورة السالفة الذكر"

يا واديَ الموتى بشطّكَ راقِدٌ = خفقت لهُ الأرواح بالصلواتِ
ما ضمّهُ جدثٌ هناك وإنما = حضنتهُ دُنيا النور في هالاتِ
سَهِرت عليهِ من السماءِ ملائكٌ = تُضفي عليهِ سوابغَ الرحمات
ألقُ الضحى في ساحهِ متصوفٌ = ورعٌ يَطوف بأقدس الحُرمات
وعوابرُ الأنسام تخطرُ حولهُ = ريّا بنفحِ عُطورهِ عَبقاتِ
تنساب خاشعة وتسربُ عفةً = كمُطيّبٍ يمشي على عرفات
والفجر قبل شروقهِ فوق الربي = يختار منهُ وشعائعا ألقات
أفوافُ من لُمع السنا ، ومطارفٌ = يلقى غلائلها على الربواتِ
ويسوف عطر الخلد من جنباتهِ = ويُذيعهُ من أكؤس الزّهَراتِ
سأل الدّجى أسدافهُ لمّا بدتْ = في ليلهِ الغيّانِ مُلتمِعاتِ
ما بالُ ما أسدلتهِ فوق الورى = وضفوته من حالك الظلماتِ
لمّا نزلتِ بهِ على هذا الحمى = أضحى متوعَ الشمس فوق رباةِ
فأجابت الأسدافُ: إنّ مُضرّجًا = بدمِ الفداء أضاء لي قسماتي
سمّوهُ في الورق الشهيدَ وما اسمهُ = إلا الخلود بصفحة المهجات
ما زال سحر النيل طيَّ حفيرهِ = يرتاعُ منهُ الذرّ في الحصيات
وطلاسم الأهرام فوق جبينهِ = قبسُ الخلود يشعّ للنظراتِ
وشعاعة الإيمان تشرق بينها = كالنجم يسكب رائع اللمحات
وشواظُ هيجتهِ يكادُ على الثرى = يُذكي اللّظى بالأعظُمِ النخرات
ملْ نحو مضجعهِ وأصغِ لجرحهِ = واسمع نشيدَ الدّمِّ في القطرات
ما زالَ يُترع ثورةً من قلبهِ = خرساء مُصفحةً بلا نبراتِ
وكأنّ آخر لفظةٍ هتفت بها = شفتاهُ مزمورٌ مِنَ التّوراةِ
وكأنّ أجراحَ الأسنّةِ رايةٌ = حمراءُ شهرها الدخيلُ العاتِي
لمح الشهيد خيالها فنضا لها = روحاً يثور بأصلب العزمات
وأحالها مزقاً صواغر أصبحت = كفنا يُذيق القيدَ مُرّ شمات
وارتدّ في ريعانهِ مستشهدا = يُزهي بقدس الموت في الحفرات
وكأنهُ لمْ يلقَ من كرب الردى = إلاّ رسيسَ ضنًى وظلَّ صُمات
***
أعوادُ زانٍ كنّ في كنفِ البلى = صفراً نبذنَ بأبشعِ الكسرات
حمّلنهُ فأعادهنّ عرائشاً = تخضلُّ فوق الهام مؤتلقاتِ
وكأنّ بين حنوطهِ ريحانةً = أزليةً هربت من الجنّاتِ
نسمت عبير الخلد طيّ سُتورهِ = وترعرعت في ريق النفحاتِ
وترى الشموع الموقدات لنعشهِ = شُعَلاً من الفردوس مُنبعثاتِ
تهتز والهةً وتغضي رهبةً = كنوادبٍ في الركب مُستحياتِ
والسّابريّ تخالهُ من طيبهِ = بردَ النبيّ معطرَ الصفحات
لفّ الشهيدَ مُطهّراً فحسبته = مَلكاً تهيّأ مهدهُ لسُبات
حارت شفاهُ الهاتفين حيالَهُ = ماذا تنصّ لهُ من الدعواتِ
واهتاجت الغيد العوانس حيرةً = ماذا يفضن لهُ من الشرفاتِ
الزهرَ ما تطيابهُ والعطرَ ما = تسكابهُ لمُعطّر النسماتِ
والحسنَ ما تلماحهُ واللحنَ ما = تصداحهُ لمفجّر النغمات
خُيبَ حين رجونَ أيةَ سلوةٍ = فوجمن من هول الردى جزعات
يتّمن أدمعهن من طول البكا = وظللن في الأبراجِ مكتئباتِ
ودنا الشهيد من القبور فأرعشتْ = طربا بمقدم نعشه فرحات
كحمائم نزحت فضلل سربها = ظل المساء بوحشة الفلوات
جثمت على الكثبان تنتظر السنا = وأتى الصباح فهجن منتعشات
حتى إذا وافى الحفير كأنه = وحي السماء مبلج الآيات
كادت عظام الهالكين تخشعاً = لجلاله تَصطفّ في الطرقاتِ
وتعودها الأرواحُ من فرحٍ بهِ = وتظلّ حتى البعث مُبتهجات
من مثل هذا الحيّ ؟ كرّمَ موتهُ = من سائر الأحياء والأموات
وهناكَ تحت الغاب يعزف شاعرٌ = بقصيدةٍ مكروبة الأبيات
أشجى بها الشهداء بين قبورهم = وأثار شجو الليل في الغابات
وشدا فكاد الغاب يسجد نشوةً = ويرتّل الأشعار في السجدات
لما أذاع شجونها في ليلةٍ = سوداء كالأمواج مصطخباتِ
وثبت له روحٌ تفيضُ حماسةً = ومضت تلّومهُ بكل ثبات
ما بال قلبك لجّ في نغم الأسى = وفواجع الأحلام والصبواتِ
حطّم ربابتكَ التي تشدو بها = وادفن نشيد الهمِّ والحسراتِ
واصدح لنا بقصيدةٍ وطنيةٍ = تدعُ الشهيد مسعر النفثات
أسمعهُ قصتهُ فإن حديثها = سمر الزمان بهذه الخلواتِ
***
فانساب وحي الشعر من أوتارهِ = كجداولٍ في الحقلِ منسكباتِ
وغدا يغنّي في الحمي : يا جنّةً = فجّرتُ بين ظلالها نغماتي
النيل فيها قصةٌ أبديةٌ = والطير قارئها على العذبات
والنخلُ فيها ذاكرٌ مسترسلٌ = هيمانُ مسحورٌ على الورقاتِ
والنخل في صمت الرياح كأنّه = نُسّاكُ فجرٍ آذنوا لصلاةِ
والشاعرون كأنّ مسّةَ جِنّةٍ = خبلتهمُ من روعة الخطراتِ
تلقى أناملهم إذا جاسوا بها = من زحمة الإلهامِ مُرتعشاتِ
كنّا نسير بها ولا حُسنٌ ولا = فِتنٌ سوى الأغلال محتدمات
نُسقى بها البلوى ويشرب غيرنا = من نيلها بالأكؤس الشّبماتِ
والقيدُ يسبقنا إذا رُمنا به = فتكاً فيرهقُ عزّةَ الخُطُوات
وإذا بأرواح الشباب تُطلُّ مِنْ = خلل الأسى والذّلِّ مُنفطراتِ
حتّى أتى يوم الفداء فزُلزلت = غضباً وراحت فيه مُشتعلات
لبست دروع النار ثم تقدمت = لسلاسل الفولاذ مضطرمات
نسفت صفائحها وأفنت ذرّها = وتهافتت في الترب مبتسمات
رشفت رحيقَ الخلد قبل مماتها = وتهيّأت لحماهُ مُنتشيات
فوقفتُ أبعث ذكرها بملاحني = فشدت مُرفرفةً على أبياتي
يا شاعراً غنّى فكاد نشيدهُ = يهتزُّ في الأكفان منهُ رُفاتي
هذا خيالُ الخالدينَ فغنّني = وأعِدْ بشعركَ للشباب حياتي



شعر: محمود حسن إسماعيل


ديوان محمود حسن إسماعيل   جزء 1  Empty ديوان محمود حسن إسماعيل   جزء 1  Empty
----------------------------------------




إني سائر للخلود
(ألقيت أمام النصب التذكاري لأحد شهداء الوطنية في ثورة 1935 م )

مِنْ دمِكَ الغالي قبست النشيدْ = يا راقداً تحتَ ظلالِ الخلودْ
إنْ لم تكن وحيا لشعري فمن = يُوحى نشيد الليل غير الشهيدْ
لفظٌ إذا ما رنّ في في مسمعٍ = خفّت به الدنيا وطار الوجودْ
يحسبهُ القيدُ إذا ما علا = في شفةِ الهتاف زأرَ الأسودْ
فيُذعرُ الفولاذُ مِنْ هولهِ = ويُحْطَمُ الغُلُّ وتبلى القيودْ
أعزلُ ! لا سيفٌ ، ولا خنجرٌ = لكنّهُ بالروحِ فلّ الحديدْ
حرٌّ رأى الأوطان مغلولةً = تُسقى مِنَ الغاصبِ ذلَّ العبيدْ
والنيلَ رغم الكوثر المشتهَى = من مائه السّلسالِ فوق الصّعيدْ
أضحى لظمآن الحمى علقماً = مُرّاً وللعادي شهيَّ الورودْ
والجنةَ الفيحاءَ في شطّهِ = كادتْ من التّسآلِ حزنا. تبيدْ
تقولُ: يا غارس ! مالي أرى = زهري بكفٍّ لم تهب لي الجهودْ
عطري على أنملها فاتحٌ = والشّوكُ في جنبيك يفري الكبودْ
والظّلّ للعادي مِهادُ الهوى = وأنت لهفانُ بحرّ النّجودْ
قد فزّعوا طيري بأعشاشهِ = فطار في الأدغال مثل الشريدْ
حيرانَ لا عشُّ ولا أيكةٌ = والقوم هانونَ بغضّ المهودْ
وزاحموا النيلَ فشادوا له = من زحمة شرَّ السدودْ
في كلِّ شيءٍ لهمُ مطمحٌ = ولوعةٌ كبرى ووجدٌ شديدْ
لو أشعلوا النارَ ولم يسعفوا = بالحطب الذاوي فنحن الوقودْ
يا من رأى مصر تعاني الضنى = في قبضةِ الغرب العتيّ العنيدْ
ضيفٌ أتاها زائرا في المَسَا = فطنّب الخيماتِ عند الحدودْ
وأسفر الصبح على نحسها = فطاح ميثاقٌ وخِينتْ عهودْ
وأصبحَ الضيفُ بها سيّدا = وسائر الأحياء فيها عبيدْ
وإذْ بروحٍ من بنيها سرى = مطهرّ القلبِ كرُوح الوَليدْ
حرٌّ رأى الأغلال موثوقةً = أحكمها في الطوق ضيفٌ جحودْ
فهبّ كالإعصار في صَرخةٍ = تهزم في الوادي هزيم الرّعودْ
براحةٍ عزلاء لكنّها = تروع بالحقّ جَنَان الحسودِ
ناعمةٌ هاجتْ لقيد الحمى = شديدةَ البأس كصخرٍ صلودْ
وقالَ والموتُ على كفّه: = لا تفزعي يا مصرُ إني شهيدْ
وخرّ في الأرض على وَجههِ = قداسةُ التقوى وطهر السجودْ
شعاعةً للحقّ من جفنهِ = تبقي منارا هاديا للوجودْ
وخفقةٌ ماتت على ثغرهِ = كادت لها شمّ الرواسي تميدْ
أنشودةٌ علويةٌ أصبحتْ = في عالمِ الألحانِ لحناً جديدْ
تناغم الأطيارمن قبرهِ = في ساحة الموتى بلحنٍ بعيدْ
يصيح والدم على جسمهِ = غلالةٌ تزرى بضافي البرودْ
يا مصر لا تبكي على مصرعي = يوما فإني سائر للخلودْ
ما سلوتي في الترب يا أمتي = رخامةٌ تزهي وقبرٌ مشيدْ
لن يستريحَ العظمُ في حفرتي = وتنعم الروح بعيشٍ رغيدْ
إلاّ إذا كنتم ضحايا المنى = وسرتم خلف ركابي وقودْ
إما حياةٌ حرةٌ في الحمى = أو فارحموا الأرماس حولي رُقودْ
روحي عليكم أبدا حائمٌ = يرقب للأوطان بذلَ الجهودْ
لا تخدعوني في حفاواتكم = برونق اللفظ وسحر القصيدْ
فالمجدُ أن تلقوا بأرواحكم = لا ترهبوا في النار هول الوعيدْ
وتحطموا القيد بها إنني = أسمع في الأكفان جرس الحديدْ


شعر: محمود حسن إسماعيل

--------------------------------------------------------

19 نوفمبر 1935
(ألقيت على قبر الجراحي شهيد ثورة 1935 ليلة الاحتفال بدفنه يوم 19 من نوفمبر)

مصر ظمأى وذلك الدم ريّ = لصداها فلا تنوحوا عليهِ
كم سقتنا من سلسل النيل خمرا = لم تُفض كأسها سوى شفتهِ
مالنا نرخص الدموع إذا ما = سفكت قطرة على شاطئيهِ
وهو أحرى بأن نسوقَ الضحايا = حاشداتٍ تزفّ لهفى إليهِ
صرخت مصرُ للظلوم ولكن = غلّف الظلمُ جهرةً أُذُنيهِ
تخذ النار والرصاص جوابا = للذي يشتكي إساراً لديهِ
ولوى جيده عن الثائرِ الحرّ = وشدّ الأغلال في ساعديهِ
وأعار الدماءَ نظرةَ ذئبٍ = يقطرُ اللؤم من سنا عينيهِ
فلنثر ثورة الأبيّ ونُلقي = كل يومٍ ضحيةً في يديهِ
علّ طُهرَ الدماء يُلهمه الطهرَ = ويَمحو الأرجاسَ من جانبيهِ!


شعر: محمود حسن إسماعيل

*******************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabeduc.yoo7.com
 
ديوان محمود حسن إسماعيل جزء 1
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رواد الدراسة في الجزائر :: أدب وشعر :: الخواطر والقصيدة الحرة-
انتقل الى: