المستقبل... كلمة حلوة جميلة لها دلالات كبيرة، الكل يتحدث فيها وعنها، فيقول الشخص عندما أكبر، وبعد أن يكبر يقول عندما أتزوج، وبعد الزواج ينتظر الأبناء، وما هي إلا سنوات ويخرج للتقاعد ويتحسر على الأيام التي لم يفعل ما كان يفكر فيه، فهل تحب أن تكون مثل هؤلاء الأشخاص أم أنك ستخطط لحياتك وتستمتع بها أكثر... وترمي عكاز الكسل؟
التخطيط وتحديد الأهداف أمر في غاية الأهمية، وفق الإمكانات المتاحة مع وضع بعض التحديات التي من الممكن تحقيقها حتى لا يُصاب الإنسان بالإحباط، وهو من أهم أسباب النجاح في الحياة، ولكن مع الأسف فإن أكثر الناس لا يخططون لحياتهم ولا قيمة للوقت لديهم.
النجاح في الحياة هو ثمرة تخطيط وجهد ومثابرة وعمل دؤوب، أما الفشل فالسبب الأساسي له هو عدم التخطيط والاستسلام لمنطقة الراحة، وهم جماعة: «الله لا يغير علينا»، وأكبر مشاكل الناس في عدم التخطيط هو العيش بعشوائية، فاستسلم لعادات يومية يفعلها دون وعي يذكر، وأفضل من تحدث عن العادات هو «ستيفن كوفي» في كتابه العادات السبع لأكثر الناس فعالية، وهو كتاب لا غنى عنه في كل بيت.
أهم شيء في التخطيط هو أن تقرر ماذا تريد أن تكون، ثم اعمل بكل جد واجتهاد للوصول إلى هذا الهدف، ويقول المفكر محمد أحمد الراشد، في كتابه «صناعة الحياة»: «كلنا يجيد سب اليهود الذين استحوذوا على الأموال والأسواق ويضجر من المارون والأقباط والبهرة والقاديانية والمبتدعة والأقليات إذ كان منهم السبق إلى المال، بتسهيل من الدوائر الاستعمارية في فترة الاستعمار جزماً وبمساعدة من قوى خفية أخرى ربما، ولكننا لم نحسن غير المسبة، فبدلاً من أن تلعن الظلام أوقد شمعة، كن حمالاً في السوق لكن قرر من أول خطة لك فيه أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة فتصير وتصل بإذن الله. المهم تصميمك ألا تستطيب جلسة الوظيفة الحكومية قرر قبول الجوع سنة تأكل الخبز بالخل وهذا هو المهم. إذاً ستأتيك الأموال من بعد وستجد مراغماً كثيراً في الأرض وسعة وتكون من صناع الحياة».
ولكن ما سبب أن أكثر الناس لا يحققون أهدافهم؟، بسبب الاعتماد على الذاكرة في كتابة الأهداف، وهذا لن يدوم كمن يكتب على الرمال المتحركة، وسرعان ما تأتي عليها الرياح وتخفيها، يجب كتابة الأهداف على الورق حتى تستطيع محاسبة نفسك في نهاية كل عام ومدى تحقيقك لها، وما مدى التزامك بما كتبته لحياتك.
تحديد الأهداف يساعدك على السلام الداخلي فتستشعر بسعادة بالغة مجرد أنك بدأت تخطط لحياتك، فالتخطيط السليم هو عبارة عن مرشدك في الحياة، وهل أنت تسير بالطريق السليم وبوجود أهداف، معنى هذا الكلام أن هناك خطة وعملاً.
ويقول «زيج زيجلر» في كتابه أراك على القمة «أنا أومن أنك تستطيع الحصول على كل شيء تريده في الحياة إذا قمت فقط بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين على الحصول على ما يريدونه.»
موضوع: ارم عكاز الفشل .... 2017 