الكثيرُ من الأفعالِ التي يَكْثُرُ استعمالُهَا في لَهجتنا العاميَّة في منطقة بوسعادة وأولاد نايل عمومًا، أصلُها فصيحٌ، و بعضُ هذه الأفعال قد يُظن عند سماعها لأوّل وَهْلة ألا صلةَ بينها وبين الفُصْحى، لكن عند الرّجوعِ الى معاجِمِ اللُّغة خاصّة منها لسان العرب لابن منظور و القاموس المحيط للفيروزآبادي يتبيَّنُ لنا جليًا الأصولَ الفَصِيحة لهذهِ الأفعال، وكمثال على ذلك نذكرُ :
1-فعل: يْخْبْ .. يقال في لهجتنا .. فلان يْخْبْ : إذا أسرعَ في مشيِهِ وهَرْوَلَ، قال الشيخ السعداوي رحمه الله في شطر بيت من قصيدته لما حج بيت الله الحرام : نمشي بين الصفا والمروة ونْخْبْ، وفي لسان العرب الخبب السرعة، يُقال: جاؤوا مخبين تَخُبُّ بهم دوابُّهم، والخَبُّ ضرب من العدو، وفي الحديث : ( وسُئِلَ عن السَيْرِ بالجنازة ، فقال : ما دون الخَبب ) .
2-فعل : شْرْقْ ، يُقال في لهجتنا : فْلَانْ شْرْقْ إذا انسدَّ مجرى تنفسه .. و في لسان العرب : والشرق : الغُصَّة، والشرق بالماء والريق ونحوهما : كالغصص بالطعام وشرق شرقا فهو شرِقٌ ، قال عدي بن زيد :
لَوْ بِغَيْرِ المَّاءِ حَلْقِي شَرِقٌ .. كنتُ كالغصَّان بالمَّاءِ اعْتِصَاري.
3-فعل : هَشْ، يقال في لهجتنا فلان ديما يهش : إذا كان بشوشا دائم التبسم .. و في القاموس المحيط : الهشاشة والهشاش : الارتياح، فيكون هَشَّ لهُ بمعنى : أي ارتاح لهُ ، وفي لسان العرب : رجل هَشٌ وهَشِيشٌ: بَشٌ مُهْتَرٌ مَسْرورٌ، وأهُشُّ إليه : أرتاحُ إليه.
قال قيس بن الملوح :
وَلَوْ تَلْتَقِي أصْداؤُنا بعْدَ مَوْتِنا .. ومن دون رَمْسَيْنا من الأرض سَبْسَبُ
لظلَّ صَدَى صوْتي و إنْ كنتُ رِمَّةً .. لصوتِ ليلى (يَهِشُّ) و يَطْرَبُ.
4-فعل : سَفْ .. يقال في لهجتنا : سَفْ الطعامْ، ويُقال : المَسْفُوف : وهو الطعام الجاف و اليابس، و في لسان العرب ( السف) : اقتماح كل شيء يابس، والسَّفُوف : اسم لما يُسْتَفُ ، قال الشاعر :
فتحتَ عليَّ بابا بالسَّفُوفِ .. وَصَلْتُ بهِ إلى الأمْرِ المَخُوفِ .
5-فعل : طَاحْ .. يقال في لهجتنا : فلانْ طاحْ، أي سَقَطَ، و في القاموس المحيط طاحَ : هلك أو أشرف على الهلاك، أوسقط .